لماذا تركت هبة لمنظمة العفو الدولية في وصيتي

الناشطة المخضرمة مارغريت جون تخبرنا كيف غيّر انضمامها إلى الفرع الكندي لمنظمة العفو حياتها، ولماذا تريد أن يكون عملنا جزءاً من تركتها الشخصية.

بدأت رحلتي مع منظمة العفو قبل ما يقارب أربعة عقود من الزمن. أتذكر كيف كبرت ولدي الرغبة في أن اجعل الحياة أفضل لشخص آخر. ولكنني لم أكن أرى في نفسي شخصاً قيادياً، وظللت أسأل نفسي “ما الذي يمكنني فعله؟”

في البداية، عملت ببساطة في المجموعة المحلية لمنظمة العفو المعنية بالنشرة الإخبارية وبكتابة الرسائل. ثم كُلفت مجموعتنا بالتحرك من أجل سجين رأي في سنغافورة، وتوليت أنا مسؤولية ملفه – كانت مهمة مروِّعة. ولاحقاً طلب مني أن أصبح المنسق القطري الدائم لسنغافورة وماليزيا في الفرع الكندي للمنظمة.

بيد أن الأسئلة نفسها ظلت تتقافز في ذهني: “ولكن ماذا يمكنني أن أفعل؟” فبعد كل شيء، لم أكن سوى فأراً أسمراً صغيراً؟

لا أستطيع التفكير بطريقة أفضل لضمان العدالة والكرامة للأجيال القادمة.

الناشطة مارغريت جون

ولكن مسيرتي على سكة منظمة العفو ساعدتني على رؤية أنني قادرة على تحريك الجبال. فعلى سبيل المثال، لم يخطر ببالي أبداً أن رئيساً سابقاً لسنغافورة سيتحول إلى منشق معارض، ويغادر سنغافورة، ويختار أن يعيش على بعد 10 دقائق مني؛ ناهيك عن أن ينضم إلى منظمة العفو ويصبح صديقاً لي.

أذكر لحظات لا تقدر بثمن مثل تلك التي طلب مني فيها سجين الرأي البارز الدكتور منوار أنيس، من ماليزيا، الالتقاء بي. كانت الدموع تملأ عينيه عندما قال لي: “لقد أنقذت منظمة العفو حياتي”.

وبالتأكيد كانت هناك لحظات صعبة كثيرة. ولكن اللحظات الحزينة لم تهز ثقتي بمنظمة العفو. فعلى مر السنين، شاهدت تغيراً في غاية الأهمية يحدث على نطاق العالم بأسره في المواقف من حقوق الإنسان.

وفي سياق ذلك، تغير الفأر الأسمر الصغير الذي كنت في أوائل سبعينيات القرن الماضي، المتوتر أبداً كي يحدث فارقاً ما، بصورة جذرية. فقد حولتني منظمة العفو إلى أسد مزمجر!

وأرغب في أن أرى منظمة العفو تواصل عملها المدهش والمقدام هذا. ومن شأن تركي هبة مالية لمنظمة العفو في وصيتي أن يمكنني من تحقيق رغبتي هذه. ولا أستطيع التفكير في طريقة أفضل لضمان العدالة والكرامة للأجيال المقبلة.

شكّل الأشخاص الذين يتركون هبات في وصاياهم لمنظمة العفو 8.6 بالمئة من دخلنا العالمي في 2013: 20.6 مليون يورو. وهي ثاني أكبر مصدر دخل لنا، بعد التبرعات الفردية (81%).

كيف تنضم إلى منظمة العفو الدولية وتتبرع لها

نشر هذا المقال أيضاً تحت عنوان “من فأر إلى أسد مزمجر) في عدد إبريل- يونيو من المجلة العالمية لمنظمة العفو الدولية “النافذة“.