الزواج القسري والمبكر في بوركينا فاسو: حقائق

ما هو الزواج القسري؟

هو الزواج الذي يتم عندما لا يستطيع أحد الشريكيْن أو كلاهما الدخول في علاقة زواج بشكل حر لأنه يتعرض للضغط أو الإكراه أو للتهديد باستخدام العنف. وفي بوركينا فاسو، كثيراً ما يؤثر مثل هذا الزواج على الفتيات والنساء الشابات.

ما مدى سوء الزواج القسري في بوركينا فاسو؟

لا يزال الزواج القسري في بوركينا فاسو متفشياً، ولاسيما في المناطق الريفية. فوفقاً لإحصاءات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فإن أكثر من %52 من مجموع النساء تزوَّجن دون سن الثامنة عشرة، وإن %10 منهن تزوجن قبل سن الخامسة عشرة. مليكة* رمز لهذا الوضع: “أنتمي إلى أسرة لها ثمانية أطفال. أمي وأبي فرضا الزواج القسري على أخواتي البنات. كنت  أبلغ من العمر 15 عاما عندما أراد أبواي تزويجي.”

ما هي أعمار الفتيات اللائي يُرغمن على الزواج؟

في بوركينا فاسو، كانت أعمار بعض الفتيات اللائي تحدثت إليهن منظمة العفو الدولية لا تزيد على 11 سنة عندما أُرغمن على الزواج. ويمكن أن يكون فرق العمر بين الفتاة وزوجها المستقبلي هائلاً. وفي بعض الحالات يكون عمر العروس أقل من عمر العريس بنحو 50-30 سنة. قالت لنا ماريا* البالغة من العمر 13 عاماً: “زوجني أبي إلى رجل يبلغ من العمر 70 عاما وله خمس زوجات”

لماذا تخضع الفتيات بشكل خاص للزواج القسري والمبكر؟

يعتبر الناس الزواج القسري بين الفئات الاجتماعية أو العائلات طريقة لتوطيد العلاقات فيما بينها. وفي بعض الحالات تُقطع الوعود بالزواج منذ الولادة أو أثناء طفولة الفتاة. وغالباً ما يتلقى والد الفتاة مهراً من الزوج أو العائلة الأخرى. وتختلف الدفعات من منطقة إلى أخرى، وتعتمد على الدخل، ولكنها يمكن أن تُدفع نقداً أو مقابل استخدام أرض زراعية أو ماشية.

قالت سيلين البالغة من العمر 15 عاماً: “أراد مني أبي أن أقبل الزواج من الراعي الذي كان يعتني بأبقاره. أراد أن يكافئه على خدماته.”

ماذا يحدث للفتيات بعد زواجهن؟

يُتوقع منهن إنجاب عدد الأطفال الذي يريده الأزواج، بغض النظر عن رغباتهن أو الخطر الذي يشكله الحمل المبكر على صحتهن وحياتهن. إنهن يربين أطفالاً في الوقت الذي مازلن فيه هن أنفسهن أطفالاً. وعندما يتزوجن، يُطلب من الفتيات القيام بأغلبية الأعمال المنزلية كالتنظيف والطهي والعمل في المزرعة. ولا تُتاح فرصة الالتحاق بالمدرسة أو العمل خارج المنزل إلا لعدد قليل جداً منهن. وتُرغم العديد منهن على الزواج من رجال لديهم أكثر من زوجة، وربما تكون الفتاة زوجة ثانية أو ثالثة.

ما هي المخاطر الصحية للزواج المبكر؟

إن العنف الجسدي والجنسي ضد النساء والفتيات في الزيجات القسرية والمبكرة ظاهرة شائعة. ويشكل العدد الكبير من مضاعفات الحمل بين الفتيات الصغار اللائي لم تصبح أجسادهن بعد مستعدة لحمل الأطفال أحد بواعث القلق الخاصة في هذا الصدد. وقد تقضي بعض الفتيات الصغار نحبهن أثناء الولادة نتيجةً للمخاض العسير، أو الإصابة بجروح تشكل خطراً على حياتهن، ومنها ناسور الولادة، الذي يسبب التبول اللاإرادي.

 قال لنا طبيب نساء يعمل في بوركينا فاسو بمنطقة الساحل: “ترسل الفتيات، وأحيانا فتيات صغيرات لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات، إلى العيش في منزل الزوجية، وبالرغم من أن الزوج يكون معنياً بأن ينتظر حتى تصل الفتاة إلى سن البلوغ، فإنه غالباً ما يغتصبها قبل أن تبلغ هذه المرحلة.”

كيف يؤثر الزواج القسري والمبكر على مستقبلهن؟

إن %64.2 فقط من البنات في بوركينا فاسو يستطعن الحصول على التعليم، ولكن العديد منهن يُرغمن على ترك المدرسة مبكراً من أجل الزواج أو القيام بالعمل المنزلي أو غيره من الواجبات. وعندما يبلغن التاسعة عشرة من العمر، فإن معظم الفتيات يصبحن زوجات، كما أن حوالي نصف النساء الشابات يكنَّ قد أصبحن أمهات.

تتذكر فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً هربت من الزواج القسري كلام أبويها حينما سألتهما لماذا لم تستطع الذهاب إلى المدرسة: “ما الفائدة من إرسالك إلى المدرسة؟ ليس هناك جدوى من تعليم البنات.”

ما موقف القانون من الزواج القسري والمبكر في بوركينا فاسو؟

إن الزواج المبكر والقسري ممارسة غير قانونية، ولكن القانون لا يُطبق بصرامة. وتتمثل إحدى المشكلات في أن القانون غالباً ما لا يشمل الزيجات التقليدية والدينية، الشائعة كثيراً. وتتزوج العديد من الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 17 سنة في احتفالات تقليدية. وعلاوةً على ذلك، فإن القانون ينطوي على تمييز ضد الفتيات، إذ أن سن الزواج القانوني للبنات هو 17 سنة فقط، بينما يبلغ 20 سنة للأولاد. ويجوز للفتيات دون سن الخامسة عشرة وللأولاد دون سن الثامنة عشرة الزواج إذا أصدرت المحكمة ترخيصاً خاصاً، مع أن ذلك لا يحدث إلا نادراً لأن العديد من الزيجات تُجرى بموجب الاحتفالات التقليدية.

في عام 2015، تبنت بوركينا فاسو استراتيجية وطنية للحد من زواج الأطفال بنسبة 20% بحلول عام 2025. لكن هذا الهدف يظل ضئيلاً جداً ومتأخراً جداً. يجب على بوركينا فاسو بموجب القانون الدولي أن تتخذ إجراءات فورية ومتواصلة للقضاء على “زواج الأطفال” والكثير من انتهاكات حقوق الإنسان الخاصة بالفتيات التي يشهدها البلد.

* تم تغيير جميع الأسماء الواردة في المقال.