العنف في زمبابوي يصل إلى درجة الأزمة

حذرت منظمة العفو الدولية من أن “قدامى المحاربين” في زمبابوي يجندون الشبان المحليين قسراً لمهاجمة الأنصار المتصورين للمعارضة مع وصول العنف في البلاد إلى حد الأزمة.

وقال سيميون ماوانزا الباحث المختص بشؤون زمبابوي في منظمة العفو الدولية إن “قدامى المحاربين يمارسون الاعتداءات ضد أولئك الذين يرفضون ممارسة العنف ويتهمونهم بأنهم من أنصار حركة التغيير الديمقراطي.”

وقال شهود عيان لمنظمة العفو الدولية إن أعداداً كبيرة من أنصار حزب زانو-بي أف و”قدامى المحاربين” يعتدون على الأنصار المتصورين لحركة التغيير الديمقراطي في مقاطعة مبرينغوا في إقليم ميدلاندز ومقاطعة مازوي في إقليم ماشونالاند سنترال.

وفي مبرينغوا، تجول عصابة كبيرة من أنصار زانو – بي أف – معظمهم من الشبان الذين جُندوا قسراً على أيدي “قدامى المحارين” – في الشوارع حيث تهاجم منازل الأشخاص المتهمين بالتصويت لحركة التغيير الديمقراطي في الانتخابات التي جرت في 29 مارس/آذار 2008. وقد ذكر شاهد عيان أن عصابة مشابهة شوهدت في منطقة تشيويشي بمقاطعة مازوي. ويبدو أن الشرطة ليست على استعداد لوقف العنف، ولا تتحرك إلا لاعتقال أنصار حركة التغيير الديمقراطي الذين يُشتبه في أنهم يشنون هجمات على الأنصار المتصورين لزانو – بي أف.

وقال ماوانزا إننا “نشعر بالقلق الشديد على الأشخاص الموجودين في المناطق الريفية النائية، حيث يحدث العنف بعيداً عن الأضواء”. وأضاف أن “وضع ضحايا العنف هؤلاء مزرٍ. وتُستهدف المنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية المحلية لأنها تساعد الضحايا الذين يُمنعون من الحصول على مساعدة طبية”.

ويسير ضحايا الاعتداءات في المناطق الريفية مسافات طويلة هرباً من العنف ويسعون بشكل متزايد للجوء إلى البلدات والمدن. وقد أُرغمت بعض المدارس في المناطق الريفية على الإغلاق لأن المدرسين الذين اعتُبروا بأنهم من أنصار حركة التغيير الديمقراطي هربوا من العنف الذي ترعاه الدولة.

وتخشى منظمة العفو الدولية على سلامة توندري نديرا، أحد أنصار حركة التغيير الديمقراطي الذي ورد أنه خُطف من منـزله في مبفوكو، وهي ضاحية يقطنها أصحاب الدخل المحدود في هراري، وذلك في الساعات الأولى من صباح 14 مايو/أيار. وتشير الأنباء إلى أن تسعة رجال مسلحين يرتدون ملابس مدنية اعتدوا عليه قبل أن يقتادوه بسيارتهم بينما كان لا يزال عارياً في شاحنة تويوتا بيضاء. ولم يُشاهَد منذ ذلك الحين.

وتوندري نديرا هو واحد من 32 عضواً في حركة التغيير الديمقراطي تعرضوا للتعذيب على أيدي الموظفين الرسميين أثناء اعتقاله في العام 2007. وكان قد اعتُقل طوال أكثر من شهرين في سجن الحبس الاحتياطي المركزي في هراري قبل إسقاط التهم المنسوبة إليه.

كذلك تلقت منظمة العفو الدولية نبأ حول الخطف المزعوم لسينويا بفيبفي (79) وزوجته سيرينا بفيبفي (76) في 13 مايو/أيار على أيدي أشخاص يُعتقد أنهم من “قدامى المحاربين” في منطقة موكومبورا في مقاطعة جبل داروين، بإقليم ماشونالاند سنترال. ويعتقد أنهم اقتيدوا إلى مدرسة نياكاتوندو الابتدائية، حيث يُعسكر الخاطفون. ولدى عائلة بفيبفي صلات سياسية بحركة التغيير الديمقراطي : إذ إن ابن الزوجين كان مرشحاً عن حركة التغيير الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام 2000 والانتخابات الفرعية التي جرت في 2001.

وقد قُتل 22 شخصاً على الأقل، وعولج أكثر من 900 من جروح أصيبوا بها نتيجة العنف، منذ إجراء الانتخابات.  وأُدخل عدة مئات إلى المستشفى للعلاج. واضطرت مئات العائلات للفرار من ديارها بعدما أحرقتها عصابات “قدامى المحاربين” وشبان زانو – بي أف.

ودعت منظمة العفو الدولية حكومة زمبابوي إلى التنديد العلني بجميع أعمال العنف التي يرتكبها أنصار زانو – بي أف و”قدامى المحاربين” والجنود، فضلاً عن أي طرف آخر، والعمل مع الأحزاب السياسية الأخرى على وضع حد للعنف السياسي فوراً.