تقرير منظمة العفو الدولية السنوي لعام 2015/2016

حقوقكم عرضة للخطر: شهد العام اعتداء عالمياً على الحريات الأساسية، حيث انتهكت العديد من الحكومات بلا وجل القانون الدولي، وقوضت عن عمد المؤسسات التي قصد من قيامها حماية حقوق الإنسان.

وقد حذَّرت منظمة العفو الدولية من أن الحماية الدولية لحقوق الإنسان تتعرض لخطر الانهيار من جراء المصالح الذاتية قصيرة الأجل لبعض الدول والحملات الأمنية القمعية في دول أخرى؛ مما أدى إلى اعتداء واسع النطاق على الحقوق والحريات الأساسية. جاء ذلك مع نشر التقرير السنوي للمنظمة، الذي يقدم تقييماً لوضع حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم.

وقال سليل شيتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية: “إن حقوقكم تتعرض للخطر: فهي تُعامل باستخفاف تام من حكومات كثيرة في شتى أرجاء العالم”.

ومضى سليل شيتي يقول: “هناك ملايين الناس يعانون معاناةً شديدة على أيدي الدول والجماعات المسلحة، وهناك حكومات لا تتورع عن تصوير حماية حقوق الإنسان كما لو كانت تشكل خطراً على الأمن أو القانون أو النظام أو “القيم” الوطنية”.

إن حقوقكم تتعرض للخطر: فهي تُعامل باستخفاف تام من حكومات كثيرة في شتى أرجاء العالم.

سليل شيتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية.

العام في صور

يناير/كانون الثاني- شنت السلطات المكسيكية حملة قمع ضد المحتجين الذين كانوا يطالبون بأجوبة بشأن الاختفاء القسري الذي ذهب ضحيته 43 طالباً من مدرسة أيوتزينابا لتدريب المعلمين في إيغوالا، بولاية غويريرو، في سبتمبر/أيلول 2014. وقد عثر على رفات أحدهم المحترقة، بينما لا يزال 42 آخرين في عداد المفقودين.
يناير/ كانون الثاني- أخضع الناشط في المملكة العربية السعودية، رائف بدوي، لدفعة أولى من 50 جلدة، بكل ما يعنيه ذلك من ألم، كجزء من الحكم الصادر بحقه بالسجن 10 سنوات وبغرامة و1,000 جلدة، بتهمة “إهانة الإسلام” من خلال كتاباته التي نشرها على موقعه الإلكتروني.
فبراير/شباط- لقي المدون العلماني الملحد أفيجيت روي، المقيم في الولايات المتحدة، مصرعه بضربات منجل أثناء زيارة كان يقوم بها لدكا، عاصمة بنغلاديش. كما تعرض ثلاثة مدونيين بنغلاديشيين آخرين، وناشر واحد، لهجمات مماثلة أودت بحياتهم في 2015.
مارس/آذار- في أعقاب الهجوم المفزع على مدرسة في بيشاور، في ديسمبر/كانون الأول 2014، رفعت حكومة باكستان الحظر الذي استمر ست سنوات على تنفيذ أحكام الإعدام، لتفتح الباب أمام موجة من عمليات الإعدام لمدانين بتهم تتصل بالإرهاب. وعقب ثلاثة أشهر، في مارس/آذار، استأنفت تنفيذ أحكام الإعدام بجميع من يدانون بجرائم كبرى، مما أدى إلى قتل ما يربو على 300 شخص على يد الدولة في 2015.
أبريل/نيسان- حكم على الصحفي الصيني الموقر غاو يو بالسجن سبع سنوات عقب إدانته بتهمة زائفة، هي “الكشف عن أسرار الدولة”.
أبريل/نيسان- أحيت العائلات والناشطون الذكرى الأولى لاختطاف 276 فتاة من مدرسة داخلية تابعة للدولة في شيبوك، بنيجيريا، على يد جماعة “بوكو حرام” المسلحة. ولا تزال أكثر من 200 منهن في عداد المفقودات.
مايو/أيار- دخلت إيرلندا التاريخ بأن أصبحت أول دولة في العالم يصوت الشعب فيها على المساواة التامة في الزواج المدني لجميع مواطنيها، بغض النظر عن هويتهم الجنسية.
مايو/أيار- تُرك آلاف اللاجئين والمهاجرين عالقين في بحر أندامان عقب فرارهم من العنف والتمييز في بنغلاديش وميانمار.
مايو/أيار- وثّقت منظمة العفو الدولية إسقاط قوات الحكومة السورية براميل متفجرة – محشوة بالمتفجرات والشظايا المعدنية- على مدارس ومستشفيات ومساجد وأسواق مكتظة في حلب.
يونيو/حزيران- قال تقرير لمنظمة العفو الدولية إن قادة العالم قد حكموا على آلاف اللاجئين بالموت بتقاعسهم عن تقديم الحماية الإنسانية الأساسية لهم.
يوليو/تموز- بعد انقضاء سنتين على إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، أدان محتجون في غزة حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس السابق.
أغسطس/آب- أعلنت ولاية ميسوري، بالولايات المتحدة، حالة الطوارئ أثناء احتجاجات لإحياء ذكرى مقتل الشاب الأسود الأعزل من السلاح مايكل براون على يد رجل شرطة.
سبتمبر/أيلول- الحكم على زعيم المعارضة الفنزويلية، ليوبولدو لوبيز، بالسجن 13 سنة وتسعة أشهر رغم عدم توافر أية أدلة موثوقة ضده.
أكتوبر/تشرين الأول- خضع المجتمع الدولي لمشيئة المملكة العربية السعودية، متزعمة الائتلاف الذي يقوم بعمليات قصف جوي لليمن، وتقاعس عن إصدار أمر بفتح تحقيق دولي في الانتهاكات التي ارتكبت إبان النزاع المسلح المدمر.
أكتوبر/تشرين الأول- قتل 22 شخصاً، بينهم أطباء وممرضون وأطفال، عندما قصفت قاذفات الولايات المتحدة “عن طريق الخطأ” مستشفى تابعاً لمنظمة “أطباء بلا حدود” في قندوز، بأفغانستان، أثناء استهدافها لطالبان.
نوفمبر/تشرين الثاني- أقر البرلمان الفرنسي تدابير طوارئ متعجلة في أعقاب هجمات باريس المروعة، ولكن منظمة العفو الدولية حذرت من أن تتحول هذه إلى إجراءات دائمة ضمن الترسانة الفرنسية لمكافحة الإرهاب.
ديسمبر/كانون الأول- في الذكرى الخامسة لفوز قطر بحق استضافة مسابقة “الفيفا” لكأس العالم لكرة القدم في 2022، ظل استغلال العمال متفشياً على نطاق واسع جراء تقاعس السلطات عن إقرار إصلاحات ذات مغزى.
ديسمبر/كانون الأول- استخدمت شرطة مكافحة الشغب التركية مدافع الماء المضغوط لتفريق المحتجين في مدينة دياربكر، وسط اضطرابات تلت مقتل المحامي الكردي والمدافع البارز عن حقوق الإنسان طاهر ألجي، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني.

حقوق الإنسان عُرضة للخطر على المستوى العالمي

تحذِّر منظمة العفو الدولية من اتجاه خبيث متصاعد لتقويض حقوق الإنسان، ومصدره تلك الحكومات التي تتعمد الاعتداء على المؤسسات التي أُنشئت بغرض حماية حقوقنا، أو تتعمد إهمال هذه المؤسسات أو تحجم عن تقديم التمويل الكافي لها.

إن الخطر لا يهدد حقوقكم فحسب، بل يهدد أيضاً القوانين والنظم التي تحميها. وبعد ما يزيد عن 70 سنة من العمل الشاق، يبدو تقدم الإنسانية محفوفاً بالمخاطر

سليل شيتي

وقال سليل شيتي: “إن الخطر لا يهدد حقوقكم فحسب، بل يهدد أيضاً القوانين والنظم التي تحميها. وبعد ما يزيد عن 70 سنة من العمل الشاق، يبدو تقدم الإنسانية محفوفاً بالمخاطر”.

والملاحظ أن هيئات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، و”المحكمة الجنائية الدولية”، والآليات الإقليمية من قبيل “مجلس أوروبا” ونظم حقوق الإنسان لدول الأمريكيتين، تتعرض جميعها للتقويض على أيدي بعض الحكومات التي تسعى إلى التهرب من مراقبة سجلها المحلي في مجال حقوق الإنسان.

وتدعو منظمة العفو الدولية حكومات العالم إلى تقديم الدعم السياسي، وتوفير التمويل الكامل للنظم القائمة المعنية بتعزيز القانون الدولي وحماية حقوق الأفراد.

احصل على تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2015/16

إن العديد من الحكومات، وعوضاً عن الاعتراف بالدور الحاسم الذي يقوم به هؤلاء الأشخاص في المجتمع، قد دأبت على خنق الأصوات المنتقدة لها عن عمد في بلدانها

سليل شيتي

حقوق إنسانية تتعرض للهجوم: بالأرقام

19
ارتكبت جرائم حرب أو انتهاكات أخرى تشملها “قوانين الحرب” في ما لا يقل عن 19 بلداً
122
قامت 122 دولة، أو أكثر، بتعذيب أشخاص أو بإساءة معاملتهم
30
أعادت 30 دولة، أو أكثر، قسراً وبصورة غير قانونية لاجئين إلى دول تعرضوا فيها للمخاطر

الحقوق عرضة للخطر على المستوى الوطني

وثَّقت منظمة العفو الدولية كيف أقدمت حكومات كثيرة، كلٌ في سياقها المحلي، على انتهاك القانون الدولي بشكل صارخ خلال عام 2015: فقد تعرض أشخاص للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة في أكثر من 122 دولة، بينما قامت 30 دولة أو أكثر بإجبار لاجئين على العودة بشكل غير قانوني إلى بلدان قد يتعرضون فيها للخطر. وفي ما لا يقل عن 19 دولة، ارتُكبت جرائم حرب أو غيرها من انتهاكات “قوانين الحرب” على أيدي حكومات أو جماعات مسلحة.

وتحذِّر منظمة العفو الدولية من اتجاه يبعث على القلق من جانب بعض الحكومات التي تتزايد اعتداءتها على النشطاء والمحامين وغيرهم ممن يعملون للدفاع عن حقوق الإنسان.

وتعليقاً على ذلك، قال سليل شيتي: “بدلاً من الإقرار بالدور الجوهري الذي ينهض به المدافعون عن حقوق الإنسان في المجتمع، تُقْدم حكومات كثيرة عمداً على خنق أشكال الانتقاد في بلدانها. وقد انتهكت هذه الحكومات قوانين بلدانها نفسها في سياق حملاتها القمعية على المواطنين”.

وتقول منظمة العفو الدولية إن هذا الاتجاه قد تجسَّد جزئياً في رد فعل كثير من الحكومات على التهديدات الأمنية المتصاعدة في غضون عام 2015.

ومضى سليل شيتي قائلاً: “كان رد الفعل الخاطئ لكثير من الحكومات على تهديدات الأمن القومي يتمثَّل في سحق المجتمع المدني، والحق في الخصوصية، والحق في حرية التعبير؛ وكذلك في الحملات الصريحة لتشويه حقوق الإنسان وتحويلها إلى كلمات مقيتة، وتصويرها وكأنها تتعارض مع الأمن القومي والقانون والنظام و”القيم الوطنية”. وبهذا الشكل، انتهكت تلك الحكومات قوانينها ذاتها”.

أمثلة قُطرية

روسيا

استخدمت السلطات بشكل قمعي تشريعات ذات صياغات مبهمة بشأن الأمن القومي ومكافحة التطرف، كما زادت من محاولاتها الدؤوبة لإخراس هيئات المجتمع المدني في البلاد؛ ورفضت السلطات بشكل مخجل الإقرار بقتل مدنيين في سوريا، كما واصلت مساعيها القوية لمنع مجلس الأمن الدولي من القيام بتحرك بشأن سوريا.

تايلند

قُبض على منتقدين سلميين بسبب أنشطة من قبيل تمثيل مسرحيات أو نشر تعليقات على موقع “فيسبوك” أو رسم صور على الجدران؛ وتجاهلت السلطات العسكرية النداءات الدولية التي حثَّتها على عدم توسيع صلاحياتها التي تتيح لها الإفراط في تقييد الحقوق وإخراس المعارضة تحت ذريعة “الأمن”.

بوروندي

ارتكبت قوات الأمن عمليات قتل بصورة منظَّمة وغيرها من الأساليب العنيفة على نطاق واسع؛ كما كانت هناك جهود لقمع نشطاء حقوق الإنسان في البلاد.

إسرائيل

واصلت إسرائيل حصارها العسكري لقطاع غزة وما يستتبعه من عقاب جماعي لسكان القطاع البالغ عددهم نحو 1.8 مليون نسمة، كما تقاعست، شأنها شأن فلسطين، عن الاستجابة لدعوة الأمم المتحدة من أجل إجراء تحقيقات تتسم بالمصداقية بخصوص جرائم الحرب التي ارتُكبت خلال نزاع غزة في عام 2014.

فنزويلا

استمر الافتقار إلى العدالة في حالات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، كما استمرت الاعتداءات الدؤوبة على المدافعين عن حقوق الإنسان؛ وواصلت السلطات نقض “اتفاقية الدول الأمريكية لحقوق الإنسان” عقب انسحابها في وقت سابق من ولاية “محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان”، مما حرم ضحايا الانتهاكات من سُبل التماس العدالة.

حقوقكم عُرضة للخطر: بالأرقام

113
فرضت ما لا يقل عن 113 دولة في العالم قيوداً تعسفية على حرية التعبير والصحافة
61
وضعت 61 دولة أو أكثر سجناء رأي وراء القضبان- ولم يكن هؤلاء سوى أشخاص يمارسون ببساطة حقوقهم وحرياتهم
156
فارق ما لا يقل عن 156 مدافعاً عن حقوق الإنسان الحياة وهم محتجزون، أو قتلوا

الأمم المتحدة في حاجة ماسة لتجديد حيويتها

في غضون عام 2015، عانت الأمم المتحدة وهيئاتها المعنية بحماية حقوق الإنسان واللاجئين معاناةً شديدة بسبب العداء والإهمال من جانب بعض الحكومات التي تتصرف كما يحلو لها.

وقال سليل شيتي: “لقد أُنشئت الأمم المتحدة من أجل “إنقاذ الأجيال المتعاقبة من ويلات الحرب”، و”التأكيد من جديد على الحقوق الأساسية للإنسان”، ولكنها غدت أكثر ضعفاً من أي وقت مضى في مواجهة التحديات الجسام”.

فقد أحبطت كثير من الحكومات عمداً تحركات الأمم المتحدة لمنع وقوع الفظائع على نطاق واسع أو لمحاسبة الجناة، كما رفضت هذه الحكومات توصيات الأمم المتحدة لتحسين وضع حقوق الإنسان في بلدانها، أو أظهرت استخفافاً تاماً بها.

ويُعد النزاع في سوريا مثالاً مروِّعاً على التبعات الإنسانية الكارثية لتقاعس الأمم المتحدة بشكل مستمر عن النهوض بدورها الحيوي في تعزيز الحقوق والقانون الدولي وضمان المحاسبة.

وتقول منظمة العفو الدولية إن الأمين العام القادم للأمم المتحدة، والذي سيُنتخب في وقت لاحق من العام الجاري ويتسلم مهام منصبه في يناير/كانون الثاني 2017، سوف يرث منظمةً حققت الكثير، ولكنها في حاجة ماسَّة لتجديد حيويتها. وتدعو منظمة العفو الدولية جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، إلى انتهاج فكر جديد شجاع في التحرك قُدماً نحو الإصلاح، على أن تكون البداية هي العملية التي سيُنتخب بموجبها الأمين العام الجديد للأمم المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال سليل شيتي: “تلوح أمام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة خلال العام الحالي فرصةٌ تاريخيةٌ لتجديد حيوية المنظمة، وذلك بدعم انتخاب مرشح قوي لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة يتحلى بالالتزام والجسارة الشخصية والرؤية اللازمة للوقوف في وجه أية دولة تُقدم على تقويض حقوق الإنسان على المستوى المحلي أو الدولي”.

وتقول منظمة العفو الدولية إن تحقيق هذا الهدف يتطلب أن تتسم عملية الانتخاب بالنزاهة والشفافية، بما يكفل أن تكون آراء المرشحين بشأن التحديات الأساسية التي تواجهها الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان معروفةً ومفهومةً.

نداء من أجل التحرك

وقال سليل شيتي: “إن العالم اليوم يواجه تحديات جمَّة خلقتها في الأصل أو ساعدت على استدامتها تلك الحكومات التي تتلاعب بأرواح البشر لتحقيق أغراض سياسية. فهناك ملايين اللاجئين يعانون مع استمرار النزاعات وتفاقمها؛ بينما تشن الجماعات المسلحة هجمات متعمدة على المدنيين، وترتكب انتهاكات أخرى خطيرة”.

واستطرد الأمين العام لمنظمة العفو الدولية قائلاً: “بوسع قادة العالم أن يحولوا دون استمرار تلك الأزمات وانفلاتها خارج نطاق السيطرة. وينبغي على حكومات العالم أن تكف عن اعتداءاتها على حقوقنا وأن تعزز وسائل الدفاع التي أنشأها العالم لحماية هذه الحقوق. إن حقوق الإنسان ضرورة ملحَّة، وليست أمراً ثانوياً أو كمالياً؛ وقد أصبحت المخاطر التي يواجهها الجنس البشري بأكمله أعظم من أي وقت مضى”.

حالة حقوق الإنسان في العالم: بالأرقام

36
ارتكبت الجماعات المسلحة انتهاكات لحقوق الإنسان في ما لا يقل عن 36 بلداً
60 مليوناً
نزح ما يربو على 60 مليون شخص من ديارهم على صعيد العالم بأسره. وكان العديد منهم قد نزحوا لعدة سنوات أو أكثر
55%
عقد ما لا يقل عن 55% من الدول محاكمات جائرة. وعندما تكون المحاكمة جائرة، لا تكون العدالة قد تحققت بالنسبة للمتهم أو لضحية الجريمة أو المجتمع

وجوه العام 2015

علقت وردة، وهي لاجئة سورية، في “المنطقة المحايدة” على الحدود الشمالية الشرقية للأردن مع سوريا لمدة شهر في 2015، مع ما يقرب من 2,000 شخص آخر. وكانوا يعتمدون في طعامهم وفيما يحتاجون إليه من مواد على ما تقدمه منظمات العون الإنساني، ولم يتجاوز ما كانوا يحصلون عليه على وجبة واحدة في اليوم.
يواجه رسام الكاريكاتير السياسي ذوالفقار أنور “زونار” الحق حكماً بالسجن لسنوات عديدة عقب نشره تغريدات تدين حبس زعيم للمعارضة في ماليزيا. ولا تألو الحكومة جهداً كيما تسكت الأصوات المعارضة والنقاش، بما في ذلك إلقاء منتقديها وراء القضبان.
صدر العفو في نهاية المطاف عن كارمن غوادالوب فاسكويز وغادرت السجن إلى الحرية في فبراير/شباط. وكانت تقضي حكماً بالسجن 30 سنة منذ 2007 بتهم ملفقة بالقتل عقب إجهاضها جنينها وهي في سن 18. واشتُبه بأنها قد أجهضت نفسها عمداً، وهو أمر محظور في جميع الأحوال في السلفادور.
أفرج عن محرر المجلة بيكيثميبا ماخوبو (في الصورة) ومحامي حقوق الإنسان ثولاني ماسيكو في يونيو/ حزيران عقب قضائهما 15 شهراً في السجن، بسوازيلاند. وكانا قد أدينا بنشر مقالات أثارت بواعث قلق بشأن استقلالية القضاة.
أفرج، في نوفمبر/تشرين الثاني، عن ليلى يونس، وهي إحدى أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في أذربيجان. وكانت قد أدينت في أغسطس/آب بتهمة “التزوير” وبجرائم مزعومة أخرى تتعلق بعملها في منظمات غير حكومية.

بوادر أمل

كانت بوادر الأمل التي شهدناها في عام 2015 حصيلة العمل الدعوي والتنظيمي والمعارضة والأنشطة المستمرة من جانب المجتمع المدني والحركات الاجتماعية والمدافعين عن حقوق الإنسان.

ولم تنبثق هذه الحصيلة من النزعة الإنسانية لدى الدول. ويتعين على الحكومات أن تتيح الفضاء والحرية للمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين من أجلها، كيما يقوموا بعملهم الحيوي.

سليل شيتي

ولإعطاء ثلاثة أمثلة فقط من السنة الماضية، نشير إلى: حضور حقوق الإنسان في العناصر المتعلقة بالمساءلة في أهداف الأمم المتحدة المستدامة للتنمية؛ وللتحرك في مايو/أيار لمنع عمليات الإخلاء القسري في مشروع الطريق الإقليمي المؤدي إلى ميناء مومباسا، بكينيا؛ وللإفراج عن فيلب فارما، سجين الرأي في بابوا غينيا الجديدة، نتيجة تدفق 65,000 رسالة كتبها دعماً له متضامنون من شتى أنحاء العالم. 

إن هذه المنجزات لم تتحقق بسبب النزعة الإنسانية لدى الدول. ويتعين على الحكومات أن تتيح الفضاء والحرية للمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين من أجلها، كيما يقوموا بعملهم الحيوي. ولذا، فإن منظمة العفو الدولية تدعو الدول إلى ضمان تنفيذ القرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني لحماية حقوق المدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك تسمية الدول التي لا تحترم هذه الحقوق وفضحها.

نجاحات العام 2015

في يناير/كانون الثاني، وعقب سنوات من الضغوط التي مارستها منظمة العفو ومؤيدوها، أعلن الفرع النيجيري لشركة “شل” عن تسوية بقيمة 55 مليون جنيه استرليني تدفع إلى 15,600 من المزارعين وصيادي الأسماك في بودو، بنيجيريا، كانت عمليتان كبيرتان لتسرب النفط في 2008 و2009 قد قضتا على مصادر عيشهم.
في مارس/آذار، ألغت “المحكمة العليا للهند” قانوناً يتعلق بحرية التعبير على شبكة الإنترنت استخدم لمقاضاة عدة أشخاص، بمن فيهم ناشطون ومنتقدون للحكومة. وشكّل القرار انتصاراً حاسماً لحرية التعبير في الهند.
في أبريل/نيسان، قالت الحكومة النرويجية إنها سوف تغير القانون لمصلحة من يرغبون في التغيير القانوني لنوع جنسهم. وجاء ذلك عقب حملة تضامن مع جون جانيت سولستاد ريما، وهي امرأة متحولة جنسياً لم تتمكن من تغيير الوضع القانوني لنوع جنسها دون الخضوع لمعالجة طبية إلزامية.
أفرج عن صحفيي “الجزيرة” محمد فهمي وباهر محمد في سبتمبر/أيلول إثر صدور مرسوم رئاسي بالعفو شمل 100 شخص في مصر. وكانا قد أدينا بتهمة “نشر أخبار كاذبة” إلى جانب زميلهم بيتر غريستي، عقب القبض عليهم في 2013.
أفرج عن شاكر عامر عقب اعتقاله في خليج غوانتانامو دون تهمة أو محاكمة طيلة 13 سنة. وكان أحد المعتقلين الأوائل الذين رحِّلوا إلى المعسكر السيء الصيت في 2002، وآخر المقيمين في المملكة المتحدة الذين كانوا معتقلين هناك. وكان مؤيدو منظمة العفو قد نظموا حملات من أجل الإفراج عنه لما يربو على 10 سنوات.

احصل على تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2015/16