يعيش ملايين الفلسطينيين في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي (أبارتهايد)، وتأتي معاناة الفلسطينيين الذين يُطردون من منازلهم وأراضيهم في جوهر هذا النظام الذي تُمارَس في ظله العنصرية بعنف.
على مدى أكثر من 73 عامًا، وضعت إسرائيل قوانين وسياسات وممارسات تقمع الفلسطينيين عمدًا وأبقت عليها. ويضمن نظام الأبارتهايد الإسرائيلي استمرار الهيمنة الإسرائيلية اليهودية في مختلف أرجاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب إضراره باللاجئين الفلسطينيين.
ويُفرَض النظام بممارسة أفعال مثل النقل القسري ووضع القيود الصارمة على تنقُل الأفراد وشرذمة المجتمعات المحلية وعمليات القتل غير المشروعة والاحتجاز التعسفي والتعذيب وتفتيت الأُسَر وحرمان الفلسطينيين من الجنسية وحقوق المُواطَنة.
وفي قطاع غزة، فَقَدَت مئات الأُسَر منازلها في 2022 خلال الهجمات الإسرائيلية، إضافةً إلى الآلاف الآخرين الذين فَقَدوا منازلهم في أربع عمليات هجومية إسرائيلية على الأقل منذ 2008. ولم يُعَد إعمار أكثر من 1000 منزل حتى الآن منذ حرب 2014، بسبب نقص مواد البناء الناجم عن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 15 عامًا وحتى الآن. وفي الضفة الغربية المحتلة، يواجه أكثر من 150,000 فلسطيني خطر فقدان منازلهم، في ظل عمليات الهدم المُنفّذةِ أسبوعيًا. ويواجه أيضًا 70,000 فلسطيني من حملة الجنسية الإسرائيلية، وهم سكان قرى “غير مُعترَف بها” تهديدات بالتهجير القسري، في إطار التمييز المجحف الممنهج الذي ينال من حق المواطنين الفلسطينيين في السكن.
الفصل العنصري جريمةٌ ضد الإنسانية، ويُرتكَب بقصدٍ محدد يتمثل في الإبقاء على نظام قاسٍ ينطوي على هيمنة مجموعة عرقية على أخرى. وترقى الأفعال اللاإنسانية التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية إلى مستوى جريمة الفصل العنصري، المحظورة بموجب اتفاقية مُناهَضة الفصل العنصري ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وتستند النتائج التي خلصنا إليها إلى مجموعة متنامية من أبحاثٍ أصدرتها منظمات غير حكومية فلسطينية وإسرائيلية ودولية وأكاديميون طبّقوا، على نحو متزايد، إطار الفصل العنصري لفهم الأوضاع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
مع حشد المزيد من الناس حول العالم صفوفهم ضد هذه المظالم، حان الوقت الآن كي نعمل معًا. وقعوا العريضة لمطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بتفكيك نظام الفصل العنصري.